الإدارة لجأت إلى إعادة بث نشرات الأخبار لتفادي العجز.. كورونا تخرج عن السيطرة في "ميدي 1" وتُفرغها من صحافييها

خرجت الأمور عن السيطرة داخل مقر شبكة "ميدي 1 تي في" بسبب اجتياح فيروس كورونا للبناية التي أصبح تضم صحفي القناة التلفزيونية والإذاعة والموقع الإلكتروني، الأمر الذي تسبب في توقف معظم الصحافيين عن العمل نتيجة تلقيهم للعلاج ووضع الإدارة في ورطة بسبب عدم توفر ما يكفي من الصحافيين لإنجاز التغطيات وتقديم النشرات الإخبارية، وما زاد الطين بلة هو أن مجموعة من العاملين بمؤسسة كانوا يرفضون تلقي جرعات التلقيح.

ووفق المعطيات التي حصلت عليها "الصحيفة" من مصادر من داخل القناة فإن النسخة المتحورة من فيروس "كورونا" ضربت كل أقسام القناة، وكان العاملون في الموقع الإلكتروني الأشد تضررا بعد أن أصيب الطاقة بأكمله تقريبا بالمرض، الأمر الذي كان متوقعا بسبب ضيق الفضاء الجديد الذي يجعل من احترام إجراءات التباعد الاجتماعي أمرا مستحيلا، بالإضافة إلى أن الإدارة لم تتح للمعنيين إمكانية العمل عن بعد إلا بعد وقوع الإصابات.

لكن الأمر ليس أفضل حالا في التلفزيون، إذ حسب مصادر "الصحيفة" فإن ما لا يقل عن 12 صحافيا وتقنيا يعملون في القناة أصيب بـ"كوفيد 19" وهو ما أوقع الإدارة في أزمة بعدما وجدت نفسها أمام نقص فظيع، فاقمته مشكلة رحيل مجموعة من الصحافيين عن المحطة بشكل نهائي، وهو ما دفعها لاتخاذ قرار غريب تمثل في خفض عدد النشرات الإخبارية المقدمة يوميا مع اعتماد "إعادة البث" على رأس الساعة، وهو الأمر غير المألوف في الأخبار.

وفي المحطة الإذاعية أصيب 7 أشخاص على الأقل بكورونا، الأمر الذي أشعل غضب العاملين هناك من جديد كونهم يعتبرون أنفسهم الأكثر تضررا، إذ سبق أن نبهوا الإدارة إلى أن نقلهم من المقر القديم الذي ظلت "ميدي 1 راديو" تبث منه برامجها طيلة 40 عاما، إلى المقر الجديد الذي يضم العاملين في التلفزيون والموقع الإلكتروني، ينطوي على مخاطرة كبيرة في ظل جائحة كورونا، وهو الأمر الذي تجاهلته الإدارة التي طبقت قرارها قبل نحو سنة.

وكانت نقابة العاملين في "ميدي 1 تيفي" قد حذرت في يونيو من سنة 2020 من أن إغراق البناية بالعاملين في ظل انتشار جائحة كورونا قد يؤدي إلى نتائج سيئة، في ظل استحالة تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي، غير أن الإدارة التي كانت تسعى لتخفيف خسائرها بأي طريقة تفاديا للإفلاس أصرت على إغلاق مقر المحطة الإذاعية تزامنا مع احتفالها بعقدها الرابع، وهو الأمر الذي تسبب بالفعل في ظهور بؤر كورونا مرارا داخل البناية، لكن الإصابات الآن وصلت إلى مستوى قياسي.